البلاي ستيشن __ للشيخ سعد السبر

البلاي ستيشن
فضيلة الشيخ سعد السبر ماهو دور الآباء تجاه الأبناء في التربية ؟
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وبعد
فإن الآباء مطلوب منهم دور كبير تجاه أبنائهم, وهذا الدور يأتي قبل الزواج أولا حيث أن الإسلام حث الرجال على الزواج من الصالحات , ورغبهم فيه لذا كان توجيه الله سبحان وتعالى للمؤمنين أن ينكحوا الصالحات ويتركوا ويبتعدوا عن السيئات قال الله عز (وجل الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) ثم أكد على تحريم ذلك على المؤمنين رحمة بهم وحرصا على نتاجهم وهو الأبناء والبنات .
لذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح مرغبا في نكاح الصالحات ( تنكح المرأة لأربع ذكر منها الدين ثم أكد الترغيب في ذات الدين فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك )
إذا مسؤولية الآباء اختيار الزوجة الصالحة تهيئة المسكن والملبس التربية تعليمهم ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم , فنجد النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصغار روى عمر بن أبي سلمه يقول كنت غلاما تطيش يدي في الصفحة فقال النبي( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) حتى أنه كان يعلم ابن عباس ويدعو له ويعلمه الصلاة والدين وصح عنه في الخبر أنه قال ( مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) عمر رضي الله عنه كان يشاور ابن عباس وهو صغير في مسائل تعرض لهم اهتماما به وحرصا عليه الحاصل أن دور الأب عظيم ليس محدود بزمن أو مرحلة عمرية .
فضيلة الشيخ سعد السبر الأبناء يحتاجون للعب فكيف تعامل الإسلام مع هذا الجانب ؟؟وما حاجة الأبناء من اللعب؟
الإسلام دين كمله الله وأتمه ورضيه للخلق دينا ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فهو دين لا يحتاج لسد نقص فيه ولا تعديل خطأ يعتريه , بل هو دين الكمال أغلق أبواب الشرك والحرام وفتح أبواب التوحيد والحلال , دين يقر بالغرائز التي في البشر سواء كانوا أطفالا أو كبارا ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والإنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا ) فهو دين يقر بالشهوات والغرائز ويهذبها حرم الزنا وحث على الزواج ووضع حدودا لمرتكبي الزنا ومنع السير في طرقه و إتباع خطوات الشيطان ,فالأبناء يقر الإسلام بما لديهم من غريزة اللعب وحبه أكثر الوقت لذا نجد رسولنا صلى الله عليه وسلم يلاعب الأطفال ويمازحهم فكان الحسن والحسين يركبان ظهره وهو يصلي فينتظرهم حتى يفرغون ثم يكمل صلاة تمكينا لهم من اللعب وكان يمازحهم فيقول لأحدهم ما فعل النغير يا عمير , وكان الصحابة يصنعون لأبنائهم اللعب يلعبون بها يتركونهم يمرحون ويلهون وعمر كان يقول لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ويقول رضي الله عنه كل ذلك بشرط أن لا تكون لعبهم فيها شئ محرم يضاد الإسلام ويحاربه أو يهدم عقائده فإن الإسلام يمنع من ذلك لأن الأصل في المنافع الحل حتى يرد دليل التحريم فيجوز لنا الانتفاع بكل شئ ( جميع الألعاب ) ما لم تكن حراما فإذا كانت حرام طلبنا دليل التحليل أو منعناه وحرمنها ولا ندع لعقولنا مجالا في تحليلها وتحريمها لأن المشرع الله ورسوله
من الألعاب الشائعة بين أطفالنا لعبة تسمى البلاي ستيشن كيف تعرف هذه الكلمة ؟
هي محطة تجمع فيها ألعاب متعددة لهدم الأخلاق والعقيدة وتربية النشء على الإرهاب والجريمة
ترى ما أخطارها و آثارها في العقيدة ؟؟
أما أخطارها وأثارها على العقيدة فهو خطر عظيم ظاهر بين لمن تأمل هذه اللعبة فهي تهدم العقيدة والفضيلة وتدعو للشرك والرذيلة وتحبب النصرانية للأطفال وأما أثارها فلاشك أنها تعكس السلبيات التربوية في الثقافة الغربية على الأطفال حتى أنها تظهر لهم العقيدة النصرانية وتأثيرها على من يريد أن يكون بطلا فيوجد فيها لعبه عبارة عن رجل يتحدى الموت أن يأتيه لماذا يتحدى الموت لأنه يأكل الصليب الذي هو رمز النصرانية والطفل كما تعلمون يحاكي ما يشاهده ويتأثر به فكيف وهو يشاهد هذه القصة وأمثالها وهناك في هذه اللعبة قصة أخرى بطل القصة يذهب قبل الحرب ومقاتلته للأعداء لزيارة قبر عشيقته ووضع الزهور عليه والصلاة عند قبرها ثم يتجه للكنيسة ويصلي فيها بعد ذلك يقاتل أعدائه وينتصر فيكون سبب نصره القبور والكنيسة أما عبادة الله فلا أثر لها والأطفال يشاهدون ذلك فلاشك سيرسخ وينطبع في عقولهم , بل إنها تشوه صورة الإسلام وتظهره على أنه دين تخلف ورجعية وتعقيد وظلام
وأيضا قصة أخرى تجسد فيها الأرواح حيث يوضع أجسام لها هذه الروح التي نفى الله علمها عن نبيه فنحن لانعلم كيفيتها وشكلها ونبينا لايعلم ذلك قال تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أتيتم من العلم إلا قليلا ) .فهم يصورون و يجسدون ما أخفاه الله عنا .
ومن تأثير هذه اللعبة على العقيدة التشبه بالكفار فأطفالنا الآن يتشبهون بهم في تصرفاتهم وحركاتهم وملابسهم وفي كل شيء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح ( من تشبه بقوم فهو منهم ) .
ماهي أثار هذه أللعبه في السلوك والأخلاق ؟
أما أثارها على السلوك فنشاهد أبنائنا كيف أن البعض منهم يحاول يقلد قصه رأها فيحاول يرمي نفسه لأنه قوي أو يضرب غيره أو يكسر شيء في بيته فهي تربيهم على العنف ونجدهم يلبسون مثل ملابسهم سراويل قصيرة في الشوارع و فنائل صغيره جدا ويحلقون رؤوسهم مثل مايفعل إبطال هذه اللعبة حتى أن بعضهم يلبس القلائد والسلاسل في عنقه محاكاة لهم .
ويكفي ما أثبتته الدراسة الغربية حول هذه اللعبة أن الأطفال الذين يمارسون لعبة البلاي ستيشن بكثرة يقل لديهم التفكير ويصبحون أغبياء لأنهم يعطلون عقولهم ويطبقون مايشاهدون فهم ينقادون ولا يتأملون.
وأما أثارها على الأخلاق والدين فهي تنشر الزنا والإباحية و الإرهاب والرذيلة وتحارب الفضيلة ينامون ويصحون على الموسيقى التي هي حرام ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) بل إنهم يوالون من يلعبها ويبغضون الآخرين .
يوجد بها قصة وانظر كيفية الهدم فيها يخرج البطل وهو يقبل معشوقته قبل مقاتلة الأعداء ثم ينتصر بعد هذا التقبيل على أعدائه فانظر إلى كيفية الهدم!! بل الأمر أشد وأخطر الآن خرجت أشرطة جديدة لهذه اللعبة يستطيع الطفل جعل الرجل يقبل المرآة حتى يجعله يفعل الزنا فتأمل طفلا نشأ على هذا !! بل إنها تعلمهم القمار وكل شيء عليه الفجار فيخرج رجال يلعبون القمار ليلهم ونهارهم حتى أنها تعلمهم ألفاظ القذرين والقذرات من شتم وسب وتوعد بالزنا وخلاف ذلك من حشف وسوء كيل .
لذا نجد من الأطفال من يتحرش بأقرانه بتحرشات ممنوعة شرعا وخلقا حتى أنه وجد من يزني بأخته ويفعل اللواط مع أخيه بل يكفي من شر هذه اللعبة أنها تأتي للبيوت المحصنة ضد ما ينشر ويبث في قنوات العهر والفساد وأعلام الإرهاب الذي لايستطيع دخول بيوت الصالحين فتدخل هذه البيوت وتبث فيها كل السموم والكفر والإرهاب بل إن هذه اللعبة تعلمهم كيف يسرقون وكيف يقتلون وكيف يفجرون فهي مركز الإرهاب والجر يمه والشر لذا نجد بعض القضايا التي فعلها أبناؤنا نتيجة لما شاهدوه , وهذه اللعبة فيها هدر للأوقات فيجلس الطفل وقتا طويلا أمام هذه اللعبة وخصوصا في العطلة الصيفية وغيرها من العطل مما تجعله لا يهتم لما حوله حتى إذا بلغ الحلم ووجبت عليه الصلاة لا يلقي لها بالا وينسى عبادته وخالقه لأنه تربى على قتل الوقت مع أن قيمة الإنسان وقته الذي هو عبارة عن أياما وشهور وسنين تذهب ثم يموت الإنسان ويحاسب على ما فرط والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها وعن شبابها فيما أبلاه والله يقسم بالوقت في كثير من آيات القرأن لأهميته فيقول (والعصر إن الإنسان لفي خسر ).
ومن أثار هذه اللعبة أن فيها هدر للأموال حيث يشترى بها ما حرم الله وفيما لا يعود بالنفع ودعم للكفار بهذه الأموال التي نشتري بها هذه اللعبة والمال مال الله لا ينفق إلا فيما أحله الله ونفعنا
وماهي نصيحتك في تربيه الأبناء ولمن يقول إنها تسلية ومباريات ؟
الاهتمام بالتربية لأنها الأساس فما بني على باطل فهو باطل تعليمهم الحلال وتحذيرهم من الحرام وشراء أللعبه المباحة المفيدة وتعويدهم عليها مثل ما يوجد من لعب في الحاسب الآلي مفيدة مسليه مباحة و جلب قناة المجد للأطفال لهم التي تعلمهم الفضيلة وتربيهم على العقيدة وتحذرهم من الرذيلة ونقول لمن يقول إنها تسلية الإسلام لا يحرم الحلال لكن يحرم ما يهدم الدين ويضر الأخلاق ويجوز لنا التسلية بما أحل الله من المباحات وأما المباريات فلاشك أنها تدس في هذه اللعبة جذبا للناس وترغيبا لهم مع أن هذه المباريات يصحبها موسيقى وتجعل أبنائنا يحبون الكفار الذين يلعبون الكره حتى أن الأبناء يعرفون لا عبي الكره أكثر من معرفة صحابة رسول الله .
وكتبه
إمام وخطيب جامع الشيخ عبد الله الجارالله رحمه الله
سعد بن عبد الله السبر

