الزلازل وقدرة الله __ للشيخ سعد السبر

الحمد لله القادر على كل شئ إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون يعفو عن السيئات ويمحو الزلات ويستر السيئات ويرحم البريات أحمده وأشكره على جزيل فضله وواسع عطائه وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد القادر على أن يبعث علينا عذابا من فوقنا أو من تحت أرجلنا يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن كيف يكون إذا كان وأشهد أن محمد عبده ورسوله أخشى البرية وأتقى البشرية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير البرية وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى فإن أجسامكم على النار لا تقوى واحذوا الموت والبلى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون …..
أيها الموحدون وتحل الآيات والنذر بالناس فمن هم من يتوب ويرجع لعلام الغيوب ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) ومن هم يُملي لنفسه ويُزين لها الذنوب ويظن أنه يخفى على من لا تخفى عليه خافية !!!!!!!! فكلما نزلت قارعة لتعظ الناس وتذكرهم بربهم وتخوفهم من ذنوبهم انبرى طوائف من الجهال لتبرير ما حدث بأنه أمر طبيعي لا دخل للذنوب في ذلك ليصل لنفي المعاقبة على السيئات نسى الله ونسى عقابه وتعامى عن قوله ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أًبتم مثليها قلتم أنى هذا ))
إخوة العقيدة ما حل بديارنا من زلالزل وتغيرات إنما هي بأمر الله سبحانه وتعالى ليخوف الناس والأٍسباب خلقها الله وسببها الله فكل شئ ملكه وكل شئ بيده وتحت أمره وتصرف جهِل هؤلاء قدرة الله القائل قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ *
نسوا أنه الخالق الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد وحاولوا إبعاد الناسِ عن التفكير في ذنوبهم ومعاصيهم والتوبة والأوبة وعلقوهم بتحليلات جهلاء حمقاء يردها الله ويردها كلامه وكلام رسوله نسوا الأمم قبلنا كيف أهلكهم الله ولم يعجزوه أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ• إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ• الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البِلادِ• وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ• وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ• الَّذِينَ طَغَوْا فِي البِلادِ• فَأَكْثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ• فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ• إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)• فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون . فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ….)
(أفلم ينظروا إلي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج) قال صلي الله عليه وسلم منها قوله الشريف: ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن, والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة.
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُود َرَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) (قال أنا أُحي وأُميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر )
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ( 63 ) ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ( 64 ) فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها
وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود وقال مجاهد : أخذ جبريل قوم لوط من سرحهم ودورهم ، حملهم بمواشيهم وأمتعتهم ، ورفعهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم أكفأهم وكان حملهم على خوافي جناحه الأيمن . قال : ولما قلبها كان أول ما سقط منها شذانها . وقال قتادة : بلغنا أن جبريل أخذ بعروة القرية الوسطى ، ثم ألوى بها إلى جو السماء ، حتى سمع أهل السماء ضواغي كلابهم ، ثم دمر بعضها على بعض ، ثم أتبع شذاذ القوم سخرا – قال : وذكر لنا أنهم كانوا أربع قرى ، في كل قرية مائة ألف – وقال السدي : لما أصبح قوم لوط ، نزل جبريل فاقتلع الأرض من سبع أرضين ، فحملها حتى بلغ بها السماء ، حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم ، وأصوات ديوكهم ، ثم قلبها فقتلهم ، فذلك [: ( والمؤتفكة أهو [ ، ومن لم يمت حين سقط للأرض ، أمطر الله عليه وهو تحت الأرض الحجارة ، ومن كان منهم شاذا في الأرض يتبعهم في القرى ، فكان الرجل يتحدث فيأتيه الحجر فيقتله ، فذلك قوله عز وجل : ( وأمطرنا عليهم ) أي : في القرى حجارة من سجيل . هكذا قال السدي .
وقوله : ( وما هي من الظالمين ببعيد ) أي : وما هذه النقمة ممن تشبه بهم في ظلمهم ، ببعيد عنه .
أيها المؤمنون قال الله عز وجل(وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا( فما يحدث في كونه إلأا بعلمه وإذنه لحكمة بالغة ومشيئة نافذة قال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-:(لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل) رواه البخاري.وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:(لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم,ويتقارب الزمان,وتكثر الزلازل ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهَرْج). قيل: وما الهَرْج يا رسول الله؟ قال: (القتل القتل) رواه البخاري قال العلامة ابن القيم-رحمه الله-:وقد يأذن الله-سبحانه-للأرض في بعض الأحيان فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله–سبحانه-
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم،وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها؛ فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء، وزلزلةً وخَسْفاً، ومَسْخاً وقَذْفاً، وآيات تتابع كنظامٍ بالٍ قُطِعَ سلكه فتتابع


