فضائل شهر الله المحرم && للشيخ سعد السبر

إن شهر الله المحرم من الأشهر الحرم التي جعلها الله محرمة ) إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ( فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: )إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) متفق عليه هذا الشهر حرمه الله وخصه بمزايا وفضائل ليست في غيره من الشهور وزاده نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بمزيد إهتمام
قال أبو عثمان النهدي : كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشر الأخير من رمضان و العشر الأول من ذي الحجة و العشر الأول من محرم و قد قيل : إن العشر الذي أتم الله به ميقات موسى عليه السلام أربعين ليلة و إن التكلم وقع في عاشره و روي عن وهب بن منبه قال : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن مر قومك أن يتوبوا إلي في أول عشر المحرم فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إلي أغفر لهم و عن قتادة أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة و لما كانت الأشهر الحرم أفضل الأشهر بعد رمضان أو مطلقا و كان صيامها كلها مندوبا إليه كما أمر به النبي صلى الله عليه و سلم و كان بعضها ختام السنة الهلالية و بعضها مفتاحا لها فمن صام شهر ذي الحجة سوى الأيام المحرم صيامها منه و صام المحرم فقد ختم السنة بالطاعة و افتتحها بالطاعة فيرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة فإن من كان أول عمله طاعة و آخره طاعة فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين و قال ابن مبارك : من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكرا يشير إلى أن الأعمال بالخواتيم فإذا كان البداءة و الختام ذكرا فهو أولى أن يكون حكم الذكر شاملا للجميع و يتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية
إخوة الدين ومن فضل شهر محرم جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ و هذا الشهر ـ ـ يعني رمضان
يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة و حرمة قديمة و صومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام و قد صامه نوح و موسى عليهما السلام و قد روي و قد كان أهل الكتاب يصومونه و كذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه قال دلهم بن صالح : قلت لعكرمة : عاشوراء ما أمره ؟ قال : أذنبت قريش في الجاهلية ذنبا فتعاظم في صدورهم فسألوا ما توبتهم ؟ قيل : صوم عاشوراء يوم العاشر من المحرم وقدر ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم المدينة و رأى صيام أهل الكتاب له و تعظيمهم له و كان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه و أمر الناس بصيامه و أكد الأمر بصيامه و الحث عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم و عن ابن عباس قال : هو اليوم الذي تيب فيه على آدم و عن وهب : إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام : أن مر قومك يتوبوا إلي في أول عشر المحرم فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إلي حتى أغفر لهم و روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن رجل عن عكرمة قال : هو يوم تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء
أيها الأحبة ومن فضل شهر المحرم قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن ابن جريج قال : أخبرنا عطاء أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء : خالفوا اليهود صوموا التاسع و العاشر و روى ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس : أنه كان يصوم عاشوراء في السفر و يوالي بين اليومين خشية فواته و روي عن ابن سيرين أنه كان يصوم ثلاثة أيام عند الإختلاف في هلال الشهر احتياطا
أيها المؤمنون ومما ورد في هذا الشهر ماقاله ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف قال ورد في عاشوراء أنه كان يصوم الوحش و الهوام و قد روي مرفوعا : وفي الصحيحين
أيها الإخوة أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه : فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا و هو يحسب أنه يحسن صنعا و لم يأمر الله و لا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء و موتهم مأتما فكيف بمن دونهم——————————————————————————–
سورة النساء آية 131
سورة التوبة آية36
أخرجه مسلم
أخرجه الترمذي
لطائف المعارف لابن رجب فضل محرم
البخاري ومسلم
خرجه بقي بن مخلد في مسنده
لطائف المعارف لابن رجب
البخاري ومسلم
صحيح مسلم
صحيح مسلم
لطائف المعارف لابن رجب
خرجه الخطيب في تاريخه