أبي أبي نداء البنت – خطب الجمعة

شبكة السبر – خطب الجمعه
كتبه د/ سعد بن عبدالله السبر
إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله
الحمد لله نصير المظلومين وكاسر الظالمين حكم فعدل وقضاء بحكمة أحمده سبحانه وأشكره على سابغ فضله وواسع عطائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوةُ خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي ستر وحجاب من النار
ونجاة يوم تُعرض الصحائف وتُكشف السرائر وتُظهر البواطن ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )(1)
أيها المسلمون وتتابع الرسائل والصرخات من بناتنا وتزداد اللوعات وتكثرُ الشكايات حاولنا إيقافها فإذا بها تزداد وجاهدنا لقطعها فإذا بها ريحٌ عاصفٌ فهيهات أن تقف أو نوقفها إلا بصلاحٍ وإصلاح
أبي أبي أبي أكثرت ندائك وأقلقات مشاعرك وجرحت كبريائك ولكن مالحل وما المهرب ؟ حاولت بدلت غيرت ولكن ولات أن تسمعني أو تفكر في حالي ومآلي !! فوجهت ندائي لك في المسجد لعلك قلبك يلين أو ضميرك يستكين
أبي ها أنا ذا أبلغ الخامسة والثلاثين والأربعين وفوق الثلاثين وحواليها ودواليها ولكن لم يأتني خاطبا ولم يقبلني شابٌ ولم ينظر إلي أحدٌ
أبي الخاطبات كثير وكلهن يريد أخواتي الصغيرات أبي الخاطبات يريدن أبكارا فما ذنبي إن كنت مطلقة أو أرملة ؟ أبي هل تنتظر أن يأتيك أحدٌ يبحث عني ؟؟ سؤالٌ صعب ولكنه حقيقة أبي فاتني القطار صاحباتي ركبنه وأنا تخلفت بسببك أبي أتذكر كم أتى من خاطبٍ لي قبل عشر سنين أو خمسة عشر سنة ؟؟ لاشك أنك نسيت لكنني لم أنسى لأنني المذبوحة فلم أنسى ولأنك الذابح نسيت أبي قرابة العشرين أو ثلاثين رجلا ورفضتهم كلهم !!!! واليوم لم يأتي أحد أبي تأخر الخطاب عن أخواتي بسببي وأنت المتسبب أبي نداء اعتبره الأخير والفرج والمخرج بعد الله من الهوة العظيمة التي أوقعتني فيها ابحث لي عن رجل معدد لن يقبلني إلا رجل لديه زوجة أو زوجتان أو ثلاث والشباب لن يحضروا أبي ما المانع أن تزوجني من معه زوجات هل تظن أن كلامك ينفع أين الرجل وأنا سأعطيه المهر وأنت كاذب مخادع لأنك لن تعطيه ريالا بل ستريه أنواع الطلبات التي تجعله يفر مني قبل العقد وما أكثر ما قلتها وقالها غيرك كثير ولكنهم يكذبون ويجعلون الأزواج يفلسون
أبي أبي أبي متى سيصحوا فؤادك أم فؤادك غير صاحي
أبي إن الله لا يشرع شيئاً إلا وفيه الصلاح والنفع للخلق، فالله سبحانه وتعالى حكيم خبير، بعباده روؤف رحيم.
أبي وأبائي ليتصور كل واحد منكم أخته أو ابنته إذا فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب.. أو تصوروا حال تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن سيقدم على الزواج من تلك النساء؟! هل سيقدم عليهم شاب في مقتبل عمره؟ وماذا لو أن الله لم يشرع التعدد ماهومصيري و مصير أولئك النسوة اللاتي ينتظرن نصف أو ربع رجل؟ أبي أبائي يتبين بهذا أن التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل وأنه ليس ظلماً للمرأة كما يظنه البعض، فالذي شرع التعدد هو الله – سبحانه وتعالى – الذي يقول في الحديث القدسي( ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )رواه مسلم.
أبي أيمكن أن يحرم الله الظلم ثم يبيح التعدد وفيه ظلم للمرأة؟ لايمكن ذلك أبداً! لأن الله هو الذي خلق المرأة وهو أعلم بحالها ويعلم أن التعدد لا يضرها (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (2) ، (قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ) (3) والله تعالى قد أباح التعدد لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه، ولمصلحة الأمة بكثرة نسلها، فهو تشريع من حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بكفر أو نفاق أو عناد. زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والحيرة والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك.
أبائي إخواني لماذا التعدد في نظركم مصيبة ولماذا المعدد في نظركم مجرم ؟ هل أنتم تقادون كالبهائم للإعلام وتقبلون ما يقولون حتى أصبح التعدد مصيبة والمُعدد مجرم إذا رأيتموه ضحكتموا بألسنكم وقلوبكم تقول إنه ضيع أبنائه وبناته أبائي هل الله لايعلم أحوال البشر أم أنتم والأعلاميون تعرفون مصالح البشر أبائي تحرروا من توصية الإعلام وارجعوا للعلام فإنه سائلكم ومحاسبكم عني وعن أخواتي حرمتونا الزواج من معدد خوفا علينا ولاتعلمون أنكم أوقعتمونا في الحرام ولم تعلموا أننا في كل ليلة نبكي أحوالنا ونتخيل رجلا!!!!!!! فهل الإعلام والغرب يريدون صلاحنا وفلاحنا أم ربنا يريدون فلاحنا وصلاحنا سؤال لكم جميعا يا أبائي وإخواني وتذكروا أننا سنقف جميعا بين يدي الجبار لنحاسبكم عن تضييعكم لنا ولن ينفعكم الجواب بأنكم لا تقبلون معددا
____________________________
(1) التوبة :119
(2) الملك:14
(3) البقرة:140