التحذير من دعم الإرهاب & للدكتور محمد المصري

نص القرار الذي أصدرته هيئة كبار العلماء في جلستها العشرين بتاريخ 25/4/1431هـ على أن تمويل الإرهاب باعتباره جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور ونسف الطائرات أو خطفها و الاعتداء على الموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعاً وأن تمويل الإرهاب إعانة عليه وسبب في بقائه وانتشاره وساقت الأدلة من الكتاب والسنة والقواعد الشرعية على تحريم الإرهاب وتحريم تمويله وتحريم ذلك كله وقررت أن تمويل الإرهاب أو الشروع فيه محرم وجريمة يعاقب عليها شرعاً.
ولا شك أن هذا القرار الصادر من هؤلاء العلماء الربانيين يسير وفق قول الله تعالى لنبيه والمؤمنين {هود:112} فإن اعتبار الإرهاب الذي عرفته ووصفته هيئة كبار العلماء من الجهاد إنما هو قدح في الإسلام وطعن فيه وهو من الطغيان الذي نهينا عنه ما أوجب على العلماء الوقوف أمام هذا الفكر الضال للقاعدة وغيرها وما نتج عنه من تصرفات إجرامية،ويعتبر القرار خطوة جريئة إلى الأمام في محاربة الفئة الضالة ألا وهو قطع الدعم المالي عنهم الذي ربما ظن الجاهل أنها من سبيل الله المذكور في قوله جل وعلا {التوبة:60} .
ولا شك أن الإنفاق في سبيل الله أحد مصارف الزكاة الواجبة لكن قرار الهيئة بيّن أن إعطاءه لأفراد الفئة الضالة ممن يدَّعي الجهاد من الأفراد أو الخلايا هو من الفساد في الأرض لأن أفعالهم إفساد وإن زعموا أنها جهاد أو إصلاح وما مثلهم إلا كقوله تعالى {البقرة:11} إذ الجهاد إنما هو في مواطنه في دفع اعتداء الكفار على بلاد المسلمين وأولى من يقوم به أهل تلك البلاد ومعونتهم من مهام الدول الإسلامية وولاة الأمور فيها وأما التصرفات الفردية أو الخلايا الضالة أو الذهاب إلى مواطن القتال دون إذن ولي الأمر فهو خروج على طاعة ولي الأمر وافتئات لحقه وهو جريمة تستوجب العقوبة ودعمها مستوجب للعقوبة كذلك وإن مما يفرح القلب ويسر الخاطر هذا التواصل بين ولاة الأمور من العلماء وخادم الحرمين الشريفين حفظهم الله جميعاً مما يدل على أنهم في خندق واحد في الدفاع عن وسطية هذا الدين الحنيف وعن حياض هذا الوطن الغالي والواجب على جميع المسلمين الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله على منهج الصحابة رضي الله عنهم فلن تفلح آخر هذه الأمة إلا بما أفلحت به أولها ” تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي “.
وأما الاعتماد على مجرد العواطف والكلمات الرنانة بعيداً عن العلم الشرعي فإنه يؤدي إلى نتائج كارثية ليس أقلها بقاء هذه الفتنة الضالة تمارس أدوراها المشبوهة في تشويه صورة الإسلام وهدم تعاليمه باسم الجهاد ووجود من يعينها على ذلك مادياً بل ويصفق لأعمالها الإجرامية ويؤيدها فكرياً فكل ذلك يحتاج إلى وقفة جادة من الجميع .
والله ولي التوفيق …
كتبه الفقير إلى عفو ربه
د. محمد جاد بن أحمد صالح المصري