فتاوى واحكام

الفرقة الناجية التي تحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام ؟ – فتاوي وأحكام

الفرقة الناجية التي تحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام ؟ – فتاوي وأحكام

سائل يسأل :

 ماهي الفرقة الناجية التي تحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام ؟

يقول فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله السبر حفظه الله :

أن شرائح من الناس للأسف عندما يقرأون في نواقض الإسلام يحملون كلام الأئمة الأعلام ما لم يقصدوه فيخطئون، فتكفير المعين عند أهل السنة والجماعة له شروط وموانع، فمن الشروط ألا يكون متأول فمن تأول من الأشاعرة ومن غيرهم فلا نستطيع أن نحكم عليه لأنه متأول ومن هذا الحديث عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((أسرف رجلٌ على نفسه، فلما حضره الموتُ أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت، فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذرُوني في الريح في البحر، فوالله لئن قدَر عليَّ ربي ليعذبني عذابًا ما عذَّبه به أحدًا، قال: ففعلوا ذلك به، فقال للأرض: أدِّي ما أخذتِ، فإذا هو قائم، فقال له: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ فقال: خشيتُك يا رب – أو قال: مخافتك – فغفر له بذلك)) ، قال ابن القيم في هذا الحديث إنكار من الرجل لقدرة الله وهذا كفر ولكن الله بعثه فقال له: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ فقال: خشيتُك يا رب – أو قال: مخافتك – فغفر له بذلك ، لماذا غفر الله له؟ لأنه كان متأول .
قد روي أن قدامة بن مظعون ومعه جماعة من الصحابة شربوا الخمر فجيئ بهم إلى عمر رضى الله عنه فشاور فيهم الصحابة فقال على ( إن أقروا بالتحريم فحدوا ( يعنى حد الخمر) وإن أنكروا فقد كفروا، فسألهم عمر رضي الله عنه فقالوا أليس الله يقول ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا {المائدة: 93 } فهم متأولون، فتأولهم هنا نفى عنهم الحكم بأنهم كفروا، فعذرهم عمر وبين لهم أنهم أخطأوا.

فإذا تقرر ذلك فلا نستطيع أن نخرج أحدا من الملة تبين أنه متأول أو جاهل،أما حكمنا على بنى اسرائيل الذين آمنوا بموسي وعيسى ولم يكذبوهم فكلهم ولا شك من أهل الجنة فعن ابْنُ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي ، فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَوْمُهُ ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ ، فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَلَا عَذَابٍ ، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَلَا عَذَابٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ ، فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ؟ ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ 

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى