فتاوى واحكام

المولد النبوى – فتاوى اسلامية

متى وقعت حادثة المولد النبوي :
أولا: تاريخ 12 ربيع أول بإجماع العلماء هو تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه .
والذي أجمع عليه العلماء: أن الأمة الإسلامية أصيبت في هذا الشهر بأعظم مصاب، وهو وفاته صلى الله عليه وسلم، والذي عليه جمهورهم أيضا: أنها كانت في الثاني عشر من هذا الشهر.
المصادر: ينظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 272-275. وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص568-571-. وفتح الباري لابن حجر 8/ 129. ولطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي ص212. والمفيد في مهمات التوحيد للدكتور عبد القادر بن محمد عطا صوفي (ص: 171).
⚡الذي يحتفل في ربيع 12 أول يحتفل بماذا ⚡:
فمن احتفل بمولده صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، وفي الثاني عشر منه، فإنما يحتفل بمصاب الأمة؛ لما تقدم من إجماع العلماء على أن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول، وقول جمهورهم أنها في الثاني عشر منه. وليس من محبته أن نقيم احتفالا يوم وفاته. المفيد في مهمات التوحيد (ص: 172) .
⚡هل استطاع العلماء تحديد تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم⚡:

لم يستطع العلماء تحديد ليلة بعينها ولد فيها رسولنا صلى الله عليه وسلم، بل ولا شهر بعينه، وبينهم في ذلك خلاف مشهور؛ فمنهم من قال :
1-إنه ولد في رجب.
2- ومنهم من قال في رمضان.
3- ومنهم من قال في ربيع الأول.
حتى من قالوا إنه صلى الله عليه وسلم ولد في ربيع الأول اختلفوا في تحديد يوم مولده: أهو الثاني، أو الثامن، أو العاشر، أو الثاني عشر، أو السابع عشر، أو الثامن عشر، أو الثاني والعشرين.
المصادر: انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 100-101. والسيرة النبوية لابن هشام 1/ 158.
وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص25-26-. والبداية والنهاية لابن كثير 3/ 373-380. المفيد في مهمات التوحيد (ص: 172) .
⚡من الذي عمل المولد وأحدثه ⚡:
أتى العبيديون في القرن الرابع الهجري، فجزموا أن مولده صلى الله عليه وسلم كان في شهر ربيع الأول؛ في الثاني عشر منه، وأحدثوا الاحتفال فيه، فخالفوا ما عليه المسلمون طيلة أربعة قرون. على الرغم من عدم وجود ما يرجح قولهم.

المصادر: ينظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 272-275. وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص568-571-. وفتح الباري لابن حجر 8/ 129. ولطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي ص212. والمفيد في مهمات التوحيد للدكتور عبد القادر بن محمد عطا صوفي (ص: 171), المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي 1/ 423-433.
⚡هل يجوز صوم يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم⚡:
قال ابن باز رحمه الله:
أما حديث أبي قتادة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذلك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه) هذا لا حجة فيه؛ لأنه يدل على شريعة صوم يوم الاثنين، ويوم الاثنين يصام؛ لأنه يوم ولد فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنزل عليه فيه؛ ولأنه تعرض فيه الأعمال على الله مع الخميس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين والخميس ويقول: (إنهما يومان تعرضان فيهما الأعمال على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)، فصوم يوم الاثنين لا بأس طيب، مثلما صامه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ما قال احتفلوا به واجعلوه عيد، إنما شرع صومه فقط، فمن صامه فقد أحسن .
المصدر: فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (3 / 64)

⚡لو ثبت تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم⚡:
ولو فرض أن مولده صلى الله عليه وسلم كان في هذا الشهر، وفي الثاني عشر منه، لما جاز لأحد أن يحتفل بهذه المناسبة؛ لعدم ورود دليل شرعي يجيز ذلك؛ ولأن الصحابة رضي الله عنه لم يفعلوه، مع أنهم أشد اتباعا له صلى الله عليه وسلم، وأشد حبا ممن أتى بعدهم. وكذلك لم يفعله أهل القرون الثلاثة المفضلة؛ فلو كان خيرا لسبقونا إليه. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في شأن اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا: فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له، وعدم المانع فيه لو كان خيرا. ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا، وهم على الخير أحرص. وغنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته، وطاعته، واتباع أمره، وإحياء سنته باطنا وظاهرا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
ولا أدل على عدم احتفال السلف الصالح بالمولد النبوي من اختلافهم في تعيين تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم؛ فلو كان يشرع فيها شيء من العبادات -على سبيل الافتراض- لعينها الصحابة واهتموا بها، ولكانت معلومة مشهورة2.
“وبالجملة فإنه ينبغي للمسلم الذي يحب الله تعالى، ويحب نبيه صلى الله عليه وسلم أكثر مما يحب نفسه وولده، أن يسير على خطى ومنهج الحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم -فداه أبي وأمي- وأن يكثر من قراءة وحفظ الكتاب الذي أنزل عليه، ومن حفظ وتدارس سنته وسيته في كل أيام وليالي العام، وأن يكثر من الصلاة والسلام عليه في جميع الأوقات، وبالأخص في كل يوم جمعة وليلتها من كل أسبوع.
المصادر: اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 2/ 615.
و التبرك: أنواعه وأحكامه للجديع ص363، ومذكرة العقيدة الإسلامية للدكتور ابن جبرين ص168.
💥جمعه/
د. سعد بن عبدالله السبر
أستاذ الفقه المقارن
السبت 11 ربيع أول 1438

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى