جنود العيد خطبة عيد الفطر المبارك 1437 هـ
الحَمدُ لِلَهِ صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ اَلْأَحْزَابَ وَحَدَهُ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، عَدَدَ قَطْرِ الأمْطَارِ، اللهُ أَكْبَرُ عدَدَ وَرقِ الأشْجَارِ ، اللهُ أَكْبَرُ مَا تَقَلَّبَ الـمَلَوَانِ ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا لَبَّى حاجٌ وَكَبَّر، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا تَابَ عَاصٍ وَاسْتَغْفَرَ، اَللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا وَجَّهَ جُنُودُنَا أَسْلِحَتَهُمْ لِلْأَعْدَاءِ وَكَبَّرُوا، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهَ ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي أُلُوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَلشَّافِعُ فِي اَلْمَحْشَرِ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَفْضَلُ اَلْبَشَرِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ.
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ , لا إِلَهَ إِلا الله ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الْحَمْد .
أَمَّا بُعْدُ : فَأُوصِيكُمْ أَيُّهَا اَلنَّاسُ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اَللهِ فَهِيَ دَلِيلُ اَلسَّعَادَةِ فِي دَارِ اَلْخُلُودِ ، وَهِيَ اَللَّذَّةُ والأُنْسُ وَالسُّرُورُ (يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقَوْا اَللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )(1) .
أَيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ : اِعْلَمُوا أَنَّ يَومَكُمْ هَذَا ، يومٌ عَظِيمٌ ، وَعِيدٌ كَرِيمٌ، يَوْمٌ تَبَسَّمَتْ لَكُمْ فِيهِ الدُّنْيَا ، أَرْضُهَا وَسَمَاؤُهَا ، شَمْسُهَا وَضِيَاؤُهَا، فِي هَذَا اليَومِ اَلَّذِي تَوَّجَ اَللهُ بِهِ شَهَّرَ اَلصِّيَامُ ، هَذَا يَومُ يُفْطِرُ اَلْمُسْلِمُونَ ، هَذَا يومٌ يفرُحُ اَلْمُؤْمِنُونَ بِقُدُومِهِ ، هَذَا يومٌ تُكَبِّرُونَ اَللهَ فِيهِ عَلَى مَا هُدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (قَلْ بِفَضْلِ اَللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلِيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرُ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(2).
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّهَا اَلْمُوَحِّدُونَ : اِحْذَرُوا مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ فَإِنَّهُ مُحْبِطٌ لِلْأَعْمَالِ، وَالجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَى صَاحِبِهِ، قَالَ اَللهُ تَعَالَى: ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)(3) .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : الصَّلاةَ، اَلصَّلَاةَ، فَمَنْ حَفِظَهَا فَقَدْ حَفِظَ دِينَهُ، وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)(4) . اَللَّهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
إِخْوَةَ اَلدِّينِ : اِعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أُسُسِ هَذَا اَلدِّينِ، وُجُوبَ لُزُومِ الجَمَاعَةِ، والسَّمْعَ لِوُلَاةِ اَلْأَمْرِ وَالطَّاعَةِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ لِلهِ تَعَالَى( يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أُطِيعُوا اَللهَ وَرَسُولَهُ وَأَوَّلِيٌّ اَلْأَمْرُ مِنْكُمْ..)(5) .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
جُنُودَنَا اَلْمُرَابِطِينَ :أَنْتُمْ جُنُودُ اَلْعِيدِ، وَأَنْتُمْ حُمَاةُ اَلدِّينِ وَالْوَطَنِ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ اَلرِّبَاطِ عَلَى اَلثُّغُورِ، وَأَنْتُمْ تَحْرُسُونَ وَتُقَاتِلُونَ اَلْعَدُوَّ ؛ لِنَرْتَاحَ وَنَأْمَنَ ، وَنَفْرَحَ بِالْعِيدِ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهَﷺ، قَالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا» (6) ، و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» (7) .
نَقُولُ لَكُمْ تَقَبَّلَ اَللهُ طَاعَتَكُمْ، وَنَصَرَكُمْ عَلَى اَلْحُوثِيِّينَ وأَعْوَانِهِمْ ، وَأَعَادَ اَللهُ العِيدَ عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ فِي نَصْرٍ، وَعِزٍّ، وَتَمْكِينٍ، نَصَرَكُمْ اَللهُ، وَأَيَّدَكُمْ بِتَأْيِيدِهِ، وَتَقَبَّلَ شُهَدَاءَكُمْ، وَشَفَى مَرَضَاكُمْ وَجَرْحَاكُمْ، فَنَحْنُ مَعَكُمْ بِدَعَوَاتِنَا وَقُلُوبِنَا، وَنَصْرُ اَللهِ لَكُمْ قَرِيبٌ، وَهُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ.
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّهَا اَلتَّائِبُونَ : اِحْرِصُوا عَلَى أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى عَمَلِكُمْ اَلصَّالِحِ وَبِنَاءَكُمْ فِي رَمَضَانَ، وَأَنْ تَصُومُوا سِتًا مِنْ شَوَّالٍ قَالَ رَسُولُ اَللهِ – ﷺ – «مَنْ صَامَ رَمَضَانُ، ثُمَّ أَتَّبِعُ سِتًّا مِنْ شَوَّالِ، كَانَ كَصِيَام اَلدَّهْرِ »(8) رواه مسلم.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيم…..
الْحَمْدُ لِلهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللهَُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسُلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ، أَمَّا بَعْدَ فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي اَلسِّرِّ وَالْعَلَنِ .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكَبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْد.
أَيُّهَا الْمُسْلِمَات : اتَّقِينَ اللهَ، فَإِنَّكُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ، وَقَوَاعِدُ الْمُجْتَمَعِ ، وَأَسَاسُهُ وَبَانِيَاتُهُ بَعْدَ اللهِ، اِلْزَمْنَ السِّتْرَ وَالحَيَاءَ وَالبُيُوتَ، وَاسْمَعْنَ مَا قَالَ اللهُ لِنِسَاءِ نَبِيِّه ﷺ : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) (9) (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(10) .
كتبه : د. سعد بن عبدالله السبر
جوال:0504250193
27رمضان1437
_____________________________________
(1) سورة آل عمران، آية 201.
(2) سورة يونس، آية 58.
(3)سورة المائدة، آية 72.
(4) سورة التوبة، آية 11.
(5) سورة النساء، آية 59.
( 6) رواه البخاري بَابُ فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ حديث رقم 2892 صحيح البخاري (4 / 35).
(7) رواه البخاري بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حديث رقم 2840 صحيح البخاري (4 / 26)، ورواه مسلم بَابُ فَضْلِ الصِّيَامِ فِي سَبِيلِ اللهِ لِمَنْ يُطِيقُهُ، بِلَا ضَرَرٍ وَلَا تَفْوِيتِ حَقٍّ حديث 1153 صحيح مسلم (2 / 808) .
(8)رواه البخاري بَابُ فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ حديث رقم 2892 صحيح البخاري (4 / 35).
(9) رواه مسلم بَابُ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ إِتْبَاعًا لِرَمَضَانَ حديث رقم 1164صحيح مسلم (2 / 822).
(10) سورة الأحزاب، آية 32.
(11)سورة الأحزاب، آية 33.