شبكة السبر- باريس (ا ف ب) – قد يجد جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق الذي ينوي القيام الاسبوع المقبل بالترويج للمجلد الاول من مذكراته، نفسه مضطرا الى شرح الاسباب التي ادت الى احالته الى القضاء وهي المسألة التي لم يعلق عليها بعد.
ورد القرار في حين كان جاك شيراك (76 سنة) يستعد لبدء الترويج لكتابه بعنوان "كل خطوة يجب ان تكون هدفا" الذي سينشر الخميس ويروي فيه حياته منذ نعومة اظفاره الى توليه الرئاسة.
واكد مقربون من الرئيس السابق السبت انه لم يتغير شيء وانه بعد قضاء بضعة ايام وسط عائلته في تارودانت بالمغرب التي تعود عليها، يتوقع ان يعود شيراك الاسبوع المقبل لاجراء سلسلة من المقابلات مع الصحف والاذاعات ومعرض الكتاب للترويج لكتابه.
والسبت اجمعت الصحف الدولية على ابراز الطابع الاستثنائي لاحالة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي يتمتع بشعبية كبيرة على القضاء في قضية محاباة عندما كان عمدة باريس.
وكتبت صحيفة لاريبوبليكا الايطالية "يجب العودة الى زمن قديم في التاريخ للعثور على سابقة" مذكرة بقطع راس الملك لويس السادس عشر سنة 1793، وفيليب بيتان الذي حكم عليه بالاعدام سنة 1945 بتهمة الخيانة العظمى. واضافت "منذ تلك الاحداث المأساوية لم يمثل اي رئيس امام محكمة فرنسية الامر الذي يجعل من قضية شيراك حالة استثنائية".
من جانبها اعتبرت ذي اندبندنت البريطانية انه "تطور غير مسبوق يدون صفحة جديدة من التاريخ". وتحدثت صحيفة لوتان السويسرية عن "حالة لا مثيل لها في الجمهورية الخامسة" مشيرة الى ان شيراك "يتلقى ضربة في حين يلقى تعاطفا كبيرا لدى الفرنسيين".
وكتبت صحيفة الموندو الاسبانية "لاول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة سيتعين على رئيس فرنسي ان يجلس في قفص الاتهام (…) انه على وشك نشر مذكراته ولن يتوفر له الوقت ليدرج فيها العار المتمثل في ان يصبح اول رئيس سابق للجمهورية الفرنسية المعاصرة يمثل امام محكمة".
من جهتها قالت نيويورك تايمز "اذا حوكم شيراك فانه سيكون اول رئيس فرنسي يواجه اتهاما بالفساد وهي نهاية مهينة لمشوار استغرق اكثر من ثلاثين سنة" مذكرة بانه قد يصدر بحق شيراك حكم بالسجن عشر سنوات وغرامة 210 الف دولار.
وفي برلين تحدثت تاغشبيغل عن "سابقة قضائية". وفي المانيا على غرار ايطاليا والجزائر وبريطانيا اعتبر الحدث استثنائيا بقدر ما يناقض شعبية الرئيس السابق. وكتبت فرانكفورتر روندشو ان "جد الامة على حافة الهاوية" في صورة تناقلتها ايضا برلينر زايتونغ التي اغتنمت الفرصة لمقارنته بنيكولا ساركوزي فقالت "انه يكرم وكأنه جد الامة ويعترف له العديد من الفرنسيين بابهة رجال الدولة التي يفتقر اليها كثيرا خلفه ساركوزي الناشط جدا".
وافادت كورييري ديلاسيرا "بعد ان حطم الرقم القياسي في طول مشواره السياسي وشعبيته ينال جاك شيراك اللقب المبتذل للرئيس الوحيد في الجمهورية الفرنسية الذي يحال على القضاء" بينما استغربت صحيفة الوطن الجزائرية "اكبر عار يلطخ احد اشد وانبل انصار ديغول الذي يجله 76% من الفرنسيين رغم مساوئه".
وقالت صحيفة تايمز في لندن "اذا احيل شيراك امام محكمة فان الاتهامات الموجهة له لن تشكل سوى نسبة ضئيلة من الاشاعات التي هي في الغالب مرعبة والتي ظهرت خلال ال18 سنة من عهده كاول عمدة في باريس منذ القرن التاسع عشر (…) لكنه يتمتع بتعاطف بلاده كرئيس لبق ومسن".
وخلصت صحيفة لو سوار البلجيكية الى القول "مهما كانت حصيلة جاك شيراك السياسية ومهما كان التعاطف الذي يتمتع به لدى الراي العام، لا بد ان يحاكم".
