لنعلنها توبة __ للشيخ سعد السبر

الحمد لله حمد حمد والشكر له شكرا شكرا يسر لنا طريق التوبة وغفر الزلة وستر عن الخلق الجفوة
أحمده وأشكره على واسع فضله وسابغ نعمائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له الواحد الأحد الفرد الصمد لم يتخذ صاحبة ولا ولد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله دعا الأمة للهدى وحذرهم سبيل الردى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله فهي سبب لتكفير السيئات وتكثير الحسنات يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ..
أيها الناس العمر يمر مر السحاب كطيف خيال إذا دنى الأجل كأننا لم نمكث إلا ساعة أو لحظة فإذا كان العمر هذا وصفه و كلنا نعرف رسمه ونخشى كدره ونلهو في صفوه ونُأمل في مُتعه وننسى فُجعه ولكن هيهات أن يطول حلوه لأن مره سريع وخياله زائل
إخوة الدين ونحن مقبلون على الإجازة في الأيام القادمة علينا أن نعلم أنها إجازة من الدراسة وليست إجازة من العبادة ولننتبه لأعمارنا وتصرمها وأيامنا وتقطعها ولننظر كم من نفس ستموت في الإجازة وكم من نفس سيُحال بينها وبين رمضان وكم من نفس ستنام على الأسرة البيضاء أحوال وأوضاع في علم الغياب لايعلمها إلا الله ستحل بنا قريبا
أيها الأحبة إن نهايتنا لموت ثم لجنة أو نار فلنعلن التوبة ونُجدد الأوبة قبل أن يفجأنا الأجل وينقطع منا الأمل وتحل بنا الحسرات ونتذكر الزلات ونبكي الويلات ونتذكر أخذ وهات وقيل وقال ولآت مندم ولن ينفع الندم وليس هناك مخرج إلا التوبة وتجديد النية وتصفية الطوية والخوف من رب البرية فهو يحكم بالسويه ويُجزل العطيه لمن تاب وآب وندم وخاف ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) فهو رحيم لطيف كريم جواد يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويستر الزلات ويُخفي الكريهات وقسّم الناس لفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فريق الجنة هم التوابون وفريق السعير هم الخائضون اللاعبون المضيعون وخاطب صاحبة خير الأمة وجعلهم نوعين فقال ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
أيها السلمون التوبة التوبة فهي وظيفة العمر فلنتب ولنرجع مهما كبُرت الذنوب فالله يتوب ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا ) لنتب لتُبدل السيئات حسنات وتغفر الزلات ( إلا من تاب فأُولئك يُبدل الله سيئاتهم حسنات ) روى أبو هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (و الله إني لأستغفر الله ، و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )
وقال القحطتني في نويته معلنا توبة وأوبة ورجعة متضرعا لربه
انت الذي صــــورتنـــي وخلقتني *** وهديتـــني لشـــرائع الايمــان
انت الــذي عـــلمتـــني ورحمتني *** وجــعلــت صدري واعي القرآن
انت الذي اطعمتــني وســـقيتني *** من غير كــســب يــد ولا دكـان
وجبـرتني وسـترتني ونصرتنــي *** وغمرتنــي بالفضل والاحسـان
انت الــذي آويتــني وحبوتــنــي *** وهديــتــني من حيرة الخــذلان
وزرعـــت لــي بين القــلوب محبة *** والعطف منــك بـرحمة وحــنــان
ونشرت لي في العالمين محـامدا *** وسترت عن ابصــارهم عـصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا *** حتى جــعلـت جميعهم اخــوانــي
والله لو علموا قبــيح ســريرتي *** لأبـــى الســلام علي من يلقــاني
ولأعرضوا عني وملّوا صــحبتي *** ولبــؤت بـــعــد كــرامـة بــهــوان
لـــكن ستـرت معايبي ومثالبي *** وحلمت عن سقطي وعن طغيـاني
فـلـك المحــامد والمــدائح كلها *** بخــواطــري وجـوارحي ولسـاني
ولقد مــنـــنــت علي رب بـأنعم *** مــالـــي بــشــكــر اقلــهــن يدان
فوحــق حــكـمتك التي آتيتني *** حــتى شــددت بنورها أركــانــي
لان اجتبتني من رضــاك معونة *** حتــى يـــقــوي ايــدُهــا ايـمـاني
لأســــبــحــنــك بكـرة وعشية *** ولــتخــدمــنك في الدجى أركاني
ولأذكــرنّـــك قــائما أو قاعدا *** ولأشـــكــــونّ الـيـــك جهد زماني
ولأجــعلــن المـــقلتـين كلاهما *** مــن خـــشيـــة الــرحمن بـاكيتان
ولأحسـمنّ عن الانام مطامعي *** بـحــســام يـــأس لــم تشُبه بناني
ولأقصدنك في جميع حوائجي *** مــن دون قــصــد فــلانة وفلان
سعد بن عبدالله السبر
5/7/1430