فتاوى واحكام

ماهي مصادر التلقي عند أهل السنة – فتاوى واحكام

ماهي مصادر التلقي عند أهل السنة  –  فتاوى واحكام

سائل يسأل ويقول :

مصادر التلقي للإنسان في دينه ومعرفة أحكام دينه تكون من أشخاص معينين مثل سماحة المفتي – رحمه الله – مثل بن باز وبن عثيمين – رحمهما الله – وغيرهم من العلماء الأجلاء الذين غادرواهذه الدنيا ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم وإياهم في الفردوس الأعلي من الجنة ، شيخ مع ثورة الإنترنت وثورة برامج التواصل الإجتماعي وانتشارها وأصبح البعيد قريب جداً وأقرمن القريب الحسي للإنسان، صار هناك من يأتي بالفتاوي مثل الكلمات وبعض الأمور فيما يسمي بالمنهج الديني ثم يأتي أناس يتصدرون لهذا ويسمي نفسه الشيخ ، فلو تكلم الشيخ عن مصادر التلقي في هذا الزمن الآن ، مما تكون؟

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور سعد السبر ويقول :

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ، فالله أسأل أن يجعل هذا اللقاء خالصاً لوجهه وأن ينفع به المتكلمين والمشاهدين والمشاهدات، أما سؤالك يا شيخ محمد فمصادر التلقي لا شك أن المصدر الأول هو القرآن والمصدر الثاني هو السنة، سنة محمد – صلي الله عليه وسلم – والمصدر الثالث هوالإجماع ، إجماع العلماء أما إجتهاد العلماء فبابه واسع ويسوغ فيه الخلاف إذا كانت المسألة لا دليل عليها من كتاب ولا من سنة ولا من إجماع فيسوغ الإجتهاد في مسائل الإجتهاد التي لا نص فيها ولا إجماع فيها فنأخذ من الكتاب والسنة والإجماع ما استنبطه العلماء في كل عصر ، فعلماؤنا هم الطريق الواصلة إلي ما قال الله وقال الرسول – صلي الله عليه وسلم – في فهمه واستنباطه يقول الله – عز وجل – ” وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌمِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ  “فهنا الرد إلي أولي الأمر وفي هذه الآية هم العلماء الذين يستنبطون فالعلماء الربانيون هم الذين يرجع إليهم ، أما مشاهير تويتر أما المشاهير الذين لم يعرفوا تأصيل الفقه فهؤلاء لم يأخذ منهم فتوي ، فأبوا حنيفة – رحمه الله – يقول للمحدثين  أنتم الصيادلة عندكم الدواء ونحن الأطباء لا تستطيعون أن تصرفوه إلا عن طريقنا نحن الفقهاء ، لماذا ؟لأن الفقيه يدرس أصول الفقه ويعرف دلالات الألفاظ ، يعرف العام من الخاص، المجمل من المبين، الظاهر من النص، الناسخ من المنسوخ، الذي فيه إجماع والذي ليس فيه إجماع ، فما يتكلم إلا وهو يعرف دلالات الألفاظ والأمر والنهي والذي يقتدي التحريم والذي يقتدي الكراهة والذي يقتدي الوجوب والذي هو مستحب وهلم جرا ، فالفقيه هو من درس أصول الفقه فيستطيع أن يستنبط ويولد لنا أحكام المسائل من القواعد العامة في أصول الفقه ، إذاً نرجع إلي أولي الأمر منا وهم العلماء وهم أهل الفتوي، وما فتح علينا باباً من الشرور والضلال إلا عندنا أصبح تويتر منبر لمن منبر له ، يفتي العمي ، يفتي الجاهل ، يفتي الذي وفقه الله في الدعوة لكنه لا يعرف التأصيل فتسمع من يستدل بالضعيف ، تسمع من يتكلم بالموضوعات تسمع من يتكلم في الفرائض والغرائب ليكسب الناس وقد يكون قصده حسن لأجل أن يرغب الناس ولكن هذا لا يجوز كل هذا لا يجوز فهذه هي الإشكالية فالناس أصبح فيهم حب لسماع المواعظ لكن لا يحبون سماع التأسيس والتأصيل للمسائل ، إذا خرج العلماء يفتون من هيئة كبار العلماء وسماحة المفتي وكل علمائنا الكبار كأبي الركبان وغيره فإذا خرجوا يفتون قليل من يحب السماع إنما صاحب الفتوي ينتظر أن يأتيه الجواب يجوز أو لا يجوز لكن ما هو الدليل ،كيف بنيت المسألة ، كيف أسست لا يلقي لها بالاً وهذا حقيقة خطأ بيِّن فأصبح الآن بعض الناس إذا قيل له ما الدليل غضب علي السائل والواجب أن الإنسان لا يفتي بمسألة إلا وهو يعرف دليلها ، إن لم يكن يعرف دليلها يحرم عليه أن يفتي ولا يغضب من أفتي الناس إذا سئل عن الدليل ، لا بد من دليل أما أن تترك الكلام علي عواهله بلا دليل هذا ليس فيه حجة وهذه عبادة ليست أحاديث وإنما هي عبادة والناس يتعبدون الله في قال الله وقال الرسول وأجمعت عليه . إذاً هذه هي مصادر التلقي والعلماء هم الذين يستنبطون لنا ونحن نأخذ ما قاله العلماء.        

للاستماع ومشاهدة الفتوى :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى