محلل: واشنطن حاولت الاتصال بـ"جند الله" السنية

شبكة السبر :
كشف محلل متخصص في الشؤون الأمنية أن واشنطن حاولت بالفعل خلال عهد الرئيس السابق، جورج بوش، بناء علاقات مع جماعة "جند الله" السنية التي أعلنت مسئوليتها عن تفجير الأحد الماضي الذي استهدف الحرس الثوري الإيراني.
ورجَّح روبرت باير، الذي سبق له العمل لسنوات طويلة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وشغل مناصب عديدة في مكاتبها بالمنطقة، بأن تكون طهران على علم بمحاولة الولايات المتحدة الاتصال بـ"جند الله" خلال ولاية بوش.
وأوضح باير أن محاولة الاتصال مع "جند الله" كانت تهدف إلى جمع المعلومات عن إيران. لكن مصادر قالت له بأن إدارة بوش فكرت في التعامل مع التنظيم في إطار حملة شاملة ضد إيران قبل أن تعود فتنبذ الفكرة كلياً بسبب علاقات "جند الله" القوية مع تنظيم القاعدة، إلى جانب عدم ضمان انقلاب عناصره ضد الولايات المتحدة ومهاجمة أهداف لها مستقبلاً.
وعقب التفجير الذي وقع يوم الأحد الماضي وخلف 42 قتيلاً، قال التليفزيون الإيراني إن جماعة سنية أعلنت مسئوليتها عن الهجوم التفجيري الذي استهدف قادة من الحرس الثوري الإيراني في ولاية سيستان بلوشستان (جنوب شرق إيران).
وذكرت قناة (برس.تي.في) التلفزيونية الإيرانية أنه يُرجَّح وقوف هذه الجماعة وراء الهجوم على الحرس الثوري الإيراني في جنوب شرق البلاد.
ونقل مذيع بالقناة الناطقة بالإنجليزية عن سلطات وخبراء قولهم إن أصابع الاتهام تشير بشكل مباشر إلى جماعة جند الله التي كان ألقي باللوم عليها في هجمات سابقة بالمنطقة.
وتعتبر جماعة جند الله حركة مقاومة قومية بلوشية سنية إيرانية مسلحة تطالب بالحرية وبحقوق وحريات الشعب البلوشي في بلوشستان التي تم احتلالها منذ 80 عاما وفيها تم إعدام ملك بلوشستان الغربية على يد القوات الإيرانية في عهد رضا بهلوي.
ويعتبر معظم عناصر "جند الله" الحركة الإسلامية المسلحة من أبناء الأقلية (البلوشية) السنية المتدينة التي تسكن مناطق إقليم (سستان ـ بلوشستان) الواقع جنوب شرق إيران على المثلث الحدودي مع أفغانستان وباكستان، وتأسست عام 2002 على يد الشيخ عبد المالك ريغي وهو أحد طلبة العلوم الدينية، للعمل على الدفاع عن حقوق السنة عامة والشعب البلوشي خاصة، والمطالبة باستقلال أكبر للأقاليم السنية، أو إجبار النظام الإيراني على التعاطي معها كحزب سياسي رسمي.
علاقة جند الله بالاستخبارات الباكستانية:
من جانب آخر، ادعى روبرت باير، الذي يكتب بشكل دوري مقالات في الشأن العسكري بمجلة "تايم"، أن الاستخبارات الباكستانية لديها علاقات مع "جند الله"، ولكنها لم تساعد على تأسيسها، كما أنه لا يمكن إيجاد دليل على أنها أمرتها بتنفيذ الهجوم، علاوة على أن إسلام أباد قامت في الفترة الماضية بالقبض على عناصر من التنظيم وسلمتهم لإيران.
وانتقدت طهران باكستان بشأن الهجوم الذي تعرض له الحرس الثوري. واتهمت إيران أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالتواطؤ في الهجوم وقالت إن "جند الله" تتمركز في باكستان وحثت إسلام آباد على تسليمها زعيم الجماعة.
وأجرى وزير الداخلية رحمن مالك اليوم الجمعة محادثات استمرت ساعات مع نظيره الإيراني مصطفى محمد نجار الذي دعا باكستان إلى شن حملة للقضاء على المسلحين.
ونقل بيان أصدرته وزارة الداخلية عن مالك قوله لنجار إن "باكستان لن تسمح مطلقًا بأي نشاط إرهابي ضد إيران أو أي بلد آخر".
المصدر : مفكرة الإسلام